كَيانْ ||مـــشــرفة..:~
المڜآرڪآت: : 4
| موضوع: أَنا وَحُزني || دَعوة لنعيش ! الخميس ديسمبر 03, 2009 11:01 pm | |
| سأعترف بذلك أمامك يا حزنُ ، ولن آبه حقًا بردة فعلك تجاهي ، فلست أهتم بك بعد اليوم حقًا .
سأواجهك هُنا ، أضعك تحت مقصلة الحقيقة ، وتموت !
يا حُزني ، أتعلمُ كم أنتِ طاغية كبير ؟ ظالم حقيرٌ ؟ وأكثر ثعالب الدّنيا مكرًا ودهاءً ؟!
أتعلم كم أنت قوي جدًا ؟ متبختر جدًا ؟ وجبّار كبير ؟!
يا حُزن ، أعلمُ أنك لن تتواضع يومًا ، لأنك أغبى من أن تعترف بضعفك وتواجهه ، إنّك يا حُزن سكنتني طويلاً ، دسست نفسك بين أوردتي ، وحشرت جراثيمك المتعفنة في هوائي ، أصبحتُ بسكناك غريبة ، ضائعة ، لا أعرف حلمًا كنتُ أمتلكه إلا وقد حطمته ، ولا أملاً إلا مزقته ، ولا طموحًا إلا ذبحته ، إنك يا حُزن ، سكنت جفنيّ طويلاً ، وسكبتُ بقربك دمعًا كثيرًا مالحًا ومريرًا !
جعلتني أسخط على أقداري مرارًا ، وصيّرتني هائمة على وجه الدنيا بلا قلبٍ يشعر ، أو هكذا جعلتني أظنّ لحينٍ ما .
إنّك يا حُزن ، لم تلبث أن تنقل عدواك لكل من تدخل في طغيانك القاسي داخلي ، أمتّ قلوبًا أخر لتستفحل في آخرين !
إنك يا حزنُ جعلتني أدمن قهوة بلا لذّة بلا سكّر ، موسيقى هدّامة فاحشة ، ولذة لا تدوم بالمعاصي .
أتعلمُ أنك أيضًا ، مارستَ فيّ أبشع أنواع عذاباتك ؟! فرّقت عنّي صحبي ، وشتتّ عني أهلي ، وتركتني أهيم فيك ولا أرتاح ، دسستني في تلك المباني البيضاء الباردة والمقرفة ، أرغمتني على تناول أقراص موتي المستعجل ، وجعلتني أسقطُ كثيرًا في هوّة بلا قعر ، أقحمت فيّ الكثير من الوجع حتى تاه داخلي ولم يستطع إيجاد طريق الخروج ، ليتكاثر داخلي ويضيع ويفيض !
أووه ، رويدًا أيا حزني ، لا تنفخ ريشك الباهتَ كطاووس مريضٍ أعياه الزمان وشاخَ قبل أوانه ، أم نسيتَ أنّك أيضًا
" أخرق كبير " ؟!
لا تستغرب !
هذه هي حقيقتك ، سوءتك التي جاهدت أن تسترها عن الأعين ، خطيئتك الكًبرى .
إنك أضعفُ من بالونٍ أسود ضخم ، ما إن يخترقه دبوس قدر أنملة حتى ينتحر بشكل يثير الضحك !
يا حُزن ، إنك أغفلت نفسك عن حقيقةً تخافها ، نور واضح يعميك ويقلصك كنقطة لا تلبث أن تذوب في الهواء :
إرادة ربّي وربك يا حزن !
لتعلم أيضًا أنك أضعفُ من استغفار مؤمنٍ يحمل قلبًا صادقًا تقيّا واثقًا بخالقه ، أو نسيت قوله تعالى : " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " ؟
وأضعفُ من عزيمة إنسانٍ آمن بأن الله أكبر وأقوى من أي شيء كان ، ومهما ساقتك الأقدار إلى ذلك الإنسان فإنك لا تزال أضعف منه ومن صبره يا حزنْ ،
قال تعالى : " لا يكلّف الله نفسًا إلا وسعها " ، وقال أيضًا : " إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
أرأيتَ كم هو الصبر أقوى منك يا حزن ؟ يجني من خلالك أعذب ثمر وأزكى طيب ، وأنت مسكينٌ ضعيف لا يد لك ولا حيلة ؟!
أو تعلمُ أيضًا أنّ كل إنسانٍ يرفع كفّيه إلى السّماء ليقول بكل رجاءٍ " يااارب " ، يجعلك تصغر وتصغر لتخنس في محلك وتختفي ؟!
لنا ربٌّ أرحم بنا من أنفسنا يا حُزن ، رحيمٌ ورحمن ! وقادرٌ وجبّار !
هه ، هيهات هيهات يا حزني ، لن تدوم فيّ طويلاً ،
فأملِي بالله كبير ، وثقتٍي به اكبر منك يا حزنْ .. أكبر منك!
كم أنتَ مثيرٌ للشفقة حقًا !!
~~~~~~~~~~~~
(( إنّما أَشْكو بَثَّي وحُزْني إلَى الله ))
[ سور يوسف ، آية 68 ]
سويّة يا رفاق ، لنواجه أحزاننا ، لننصف أنفسنا ، لنمسح دموعنا ، لنمضي ، لنسعد ولنشعر بالجمال الساكن حولنا ، لننسى ، ولنطوي ماضٍ ألمّ بنا ،
تعالوا ،
لنعيشَ من جديد !
| |
|
A.Lú?α!ñ..≈ ْ{..المديــــر العاآم..:*~
المڜآرڪآت: : 118
| |